بقلم رئيس التحرير
افرزت لنا الايام القليلة التي عشناها تحت رحمة الفايروس التاجي في كندا نوعان من البشر,
الاول ينتمي بالفطرة الى الانسانية من دون خوف من قانون اوعقوبة ولاخشية من دين او معبد.
والثاني ينتمي الى فصيلة الفايروسات التاجية والتي تعتاش على مصائب الاخرين وضعف المحتاجين وكأنه يرتبط بعلاقة مصاهرة ونسب مع الكورونا.
فما ان اعلن عن تفشي الفايروس وتعطيل الحياة هنا حتى تسابق التجار الكنديين الى تخفيض الاسعار وتوفير السلع وتوزيعها بشكل متساوي بين الزبائن , فكثيرا من المحلات وضعت لافتة كتب عليها ان بأمكانك شراء ” قطعتين فقط” , والغرض هو حصول الجميع على المنتوج وعدم حرمان الاخرين منه. على الرغم من ان تلك الاسواق هي شركات ربحية وتبحث عن الربح والفائدة , لكن اصحابها ينتمون الى الانسانية اولا واخيرا.
بالمقابل هناك فايروسات اشد فتكا وشراسة من الكورونا نفسه ويؤسفنا انهم من ابناء جلدتنا, يعتاشون على حاجة ابناء الجالية العربية ويتحينون الفرص لاستغلال حاجة الناس من خلال زيادة اسعار السلع واخفاء المواد المطلوبة في السوق وبيعها بأسعار مضاعفة بعد حين.
هذه الظاهرة تكاد تكون معدومة في كندا الا في اوساط الجالية العربية للاسف.
وشهر رمضان خير دليل على ذلك , فكل عام نرى العروض الكبيرة للسلع في المحلات الكندية بينما لانجد هذا الشيء في بعض المحلات العربية انما نلاحظ ارتفاع بالاسعار بحجج واهية. والادهى من ذلك انك حين تطلب منهم ان يفعلوا كما فعل اصحاب المتاجر الكندية يقولون نحن نتبرع للفقراء والايتام ولسنا كفار مثلهم…!
لهؤلاء الفايروسات اقول:
الكفار ليس الذين لا يصلّون الخَمس ، وانما الذين لا يصلون القيم ، مهما أحاطوا بالكعبة..!
جلال مضر