مهداة إلى روح الشاعر أحمد التنوري رحمه الله
شعر الدكتور/ أحمد عثمان البوريني
يَشـــــدُّالعــــــــزمَ يرتحـــــــــــلُ بليـــــــلٍ خَـــطبـُهُ جــَــللُ
منــــــــادي المـــــــوت يطلبـــــــهُ فلـــبّى مــا بــه وَجـــَـــلُ
مصــــــــابُ العـــــمر أحــــــبابٌ إذا وافـــــاهمُ الأجــــــــلُ
عــــــــــلى ســـــفرٍ تركتهــــــــــمُ فما غابوا ولا وصلوا
لقــد كانــوا لــي الدنيـــــــــا وضاقتْ حينما رحلوا
وأصعــــبُ مـا خـبرتُ بهـا فـــراقُ أحـبةٍ رحــلـــــوا
ترجّــــــلَ أحمــــــدٌ ومـــضـــــى وثــوبُ الفخر منسدلُ
وزلــــزلَ مــــوتُهُ الشــــعرَ فــلا مـدحٌ ولا غـــــزلُ
وعطلَ ألــــــفَ قافـيةٍ وهـاجَ الهـزجُ والرَمــَلُ
وهاجـــرَ يبتــغي وطـــنـاً بـــه الأحـــــلامُ تكـــتملُ
وبعد سنين في الغربهْ تُعتق خمرَها العللُ
فيصرخ نبضه وجعاً : بروحكَ يسكن الخللُ
غريبٌ أنــت يا وطـــني أيسبقُ حضنَك الأجلُ؟
وحيداً عاش أُحجيةً يفــرُّ إليـــك لا يصــــــلُ
أماسي الشعر تنعـاه نجومُ الشعر ما أفلوا
لـــــه في كـــل أمســـــــيةٍ بيـــــانٌ للألـــى عَقِلــوا
فكم ساروا على دربهْ ومـــن أشــعاره نهلــوا
نبيــلٌ صــادقٌ فـــطنٌ بـــه الأخـــلاقُ تُخْـــــتَزَلُ
فيـــا اللهُ رحمـــــاكَ إليكَ اليومَ نبتهلُ
تُجيب دعاءَ أحبابٍ لأحــمدَ يُغفــر الزلــلُ