أ. باسل الخطيب : | ومن هذا المنطلق وقع إختياري على النجم رشيد عساف لأداء دور المطران ايلاريون كبوجي |
أ.باسل الخطيب: | وسوف تتم ترجمة الفيلم إلى بعض اللغات العالمية ليعرض خارج سورية |
أ.باسل الخطيب: | وقد جاءت هذه الأفلام لتؤكد قناعة لي بأن السينما هي الفن الأساس، وقد عرضت أفلامي في الدول العربية وأوروبا واستراليا وكندا |
أ.باسل الخطيب: | مع إستكمال هذا المشروع، سأبدأ التحضير لفيلم جديد مع الأستاذ دريد لحام |
حوار حصري مع المخرج باسل الخطيب: لانا جلبي
نشأ المخرج السوري الفلسطيني باسل الخطيب من عائلة فنية عريقة، فوالده هو الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب، وقد ولد باسل وترعرع في هولندا وحصل على دبلوم الإخراج السينمائي والتلفزيوني من موسكو. يعتبر من أبرز الرواد و صناع الدراما السورية والعربية، مسيرته الفنية في الإبداع تتجاوز الثلاث عقود، وقد برز في العديد من الأعمال الدرامية التي تتعدى الأربعين عملاً والتي تتميز بقيمتها الثقافية والوطنية والفنية الهادفة. بدأت رحلة حياته مع الدراما والسينما من مسلسل أيام الغضب وفيلم الرؤيا الخاصة، وقد توج رصيد أعماله بعد ذلك في العديد من الأفلام والمسلسلات الهادفة، و من أهم أعماله السينمائية؛ فيلم حارس القدس، دمشق – حلب، سوريون، الأب، مريم، ونخبة مميزة من الأفلام الأخرى، ومن أبرز أعماله التلفزيونية؛ مسلسل نزار قباني، رسائل الحب والحرب، ناصر، بلقيس، الغالبون، حرائز، عائد الى حيفا، وغيره من المسلسلات. نال على عدة جوائز وتكريمات في عدة مهرجانات سينمائية دولية وأبرزها جائزة أفضل إخراج بفيلمه سوريون والذي شارك به في الدورة 32 في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2016، وجائزة عن فيلم مريم في مهرجان الداخلة السينمائي وعرض تكريمي في مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 2014. من أبرز رواياته أحلام الغرس المقدس والتي فازت بجائزة سعاد الصباح. أما عن أعماله الحالية، فقد تم الإنتهاء من تصوير حارس القدس والذي هو من أضخم الأعمال التاريخية التي قدمها. كان لنا معه هذا الحوار الحصري الشيق للتحدث عن ذلك العمل الضخم .
أستاذ باسل، كيف نشأت فكرة الفيلم (حارس القدس ) ؟
بدأت فكرة المشروع بعد رحيل المطران ايلاريون كبوجي في روما 1\1\2017 ، فالمطران كبوجي صاحب تاريخ طويل في العمل الكنسي والإنساني والوطني، وهو يمثل نموذجاً قل نظيره بين رجال الدين ممن حملوا قضايا شعوبهم العادلة، ودافعوا عنها بإسم الحق والحرية، وقد دفع ثمن ذلك سنوات طويلة من حياته في السجون الإسرائيلية وفي المنفى. وكما هو معروف فالمطران كبوجي سوري الأصل من مدينة حلب التي أمضى فيها جزءاً من طفولته قبل أن يتابع دراسته اللاهوتية والفلسفية في دير الشير بلبنان، ومن ثم في دير القديسة حنة في القدس، ليعمل لاحقاً نائباً عاماً للبطريرك مكسيموس الرابع في ريف دمشق حيث ساهم في تحسين أوضاع الرعية المسيحيين وحثهم على عدم الهجرة والبقاء في أراضيهم. ليعود إلى القدس عام 1965 مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك، ولتبدأ مرحلة هامة من حياته كان فيها من جهة راعياً صالحاً لشؤون رعيته وكنيسته، ومن جهة أخرى، مناضلاً في سبيل إستعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه المشروعة، حيث حُكم عليه من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي وسجن لمدة ثلاث سنوات قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه.
وماهي بإختصار قصة الفيلم؟ وعن ماذا تدور الأحداث؟
العمل يرصد الأيام الأخيرة التي قضاها المطران كبوجي في روما قبل رحيله، وخلالها نعود بالزمن لنسلط الضوء على أهم مراحل حياته. من وجهة نظري يكتسب هذا العمل أهميته لأنه يقدم سيرة إنسان ومناضل إستثنائي كان شاهداً ومشاركاً في أهم الأحداث التي عصفت بمنطقتنا، بدءاً من نكبة فلسطين عام 1948 إنتهاءاً بالحرب على سورية، كذلك يكتسب العمل أهمية خاصة كونه الأول في الدراما السورية والعربية الذي يتناول سيرة حياة رجل دين مسيحي.
من قام بتأليف العمل ؟
عمل الكاتب حسن م. يوسف على إعداد السيناريو لمدة تزيد عن العام، تلتها بعد ذلك فترة تحضير طويلة إلى أن بدأت مرحلة التصوير والعمل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي.
ماهي المدة التي تم فيها تصوير أحداث الفيلم بالكامل؟ وهل من تحديات واجهتك؟
بدأ التصوير في 1 ايلول 2019 (Sept 1st ) وأنتهى في 30 كانون الثاني ( Jan 30 لعام 2020). الجدير بالذكر أنه تم تصوير مسلسل تلفزيوني وفيلم سينمائي في الوقت نفسه. من التحديات، أن هذا المشروع إستنزف مني وقتاً طويلاً للتحضير له وتصويره، وقد تطلب مني الأمر السفر أكثر من مرة إلى حلب، مسقط رأس المطران، للقاء من بمن تبقى من عائلته، والأشخاص الذين عرفوه عن قرب، لأنه كان من الضروري معرفة أية تفاصيل عن المطران خصوصاً فيما يتعلق بحياته الشخصية والتي بدونها لم تكن صورة المطران لتكتمل.
أين تم تصويرأحداث ومشاهد الفيلم ؟ وهل من صعوبات لأماكن التصوير ؟
تم التصوير في مواقع داخل سورية، في دمشق وريف دمشق، حلب، اللاذقية، طرطوس، وقد كانت هذه العملية شاقة.. إذ تطلبت العثور على مواقع جرت فيها أحداث خارج سورية، مثل القدس ولبنان وروما وغيرها، ولعدم توفر الإمكانيات الإنتاجية والعملية التي تتيح التصوير خارج سورية، فقد تم إنجاز العمل كاملاً داخلها.
من هم النجوم المشاركة في الفيلم؟
من أهم النجوم المشاركين في العمل، رشيد عساف، صباح جزائري، أمل عرفة، سامية جزائري، يحيى بيازي، عهد ديب، سليم صبري، ليا مباردي، إيهاب شعبان، نادين قدور، ربى الحلبي، ترف التقي، بسام لطفي، أحمد رافع.
كيف تم إختيار الممثلين المشاركين في هذا الفيلم ؟
تم إختيار الممثلين وفق ملائمتهم للأدوار التي سوف تسند إليهم، أما فيما يتعلق بشخصية المطران نفسه فقد كان قراري منذ البداية أنني لاأريد تقديم صورة فوتوكوبي عن المطران، كان يهمني أن يؤدي الدور ممثل قادر على إلتقاط روح المطران بكل ماتمثله من إنسانية وطيبة وعنفوان وقدرة على المواجهة ومن هذا المنطلق وقع إختياري على النجم رشيد عساف لأداء الدور.
أين ومتى سوف يعرض الفيلم ؟
من المتوقع أن يتم عرض الفيلم السينمائي أولاً في شهر آذار ( March 2020)، وسوف تتم ترجمته إلى بعض اللغات العالمية ليعرض خارج سورية، حيث أن هناك إهتمام من قبل الكثير من المهرجانات والمحطات لعرضه. أما المسلسل فسوف يكون جاهزاً للعرض قبل شهر رمضان القادم.
هل من أعمال جديدة تحضر لها حاليا ؟
مع إستكمال هذا المشروع سأبدأ التحضير لفيلم جديد مع الأستاذ دريد لحام، والذي سبق أن قدمنا معه فيلم ( دمشق حلب ) وهو فيلم أعتز به كثيراً لإنه كان التعاون الأول بيننا، ويعني لي الكثير على المستويين المهني والشخصي. سيكون من المبكر الآن التحدث عن هذا المشروع بالتفصيل، لكنه سيكون فيلماً له أبعاد إنسانية ووجدانية، وستكون الحرب خلفية غير مباشرة له.
الرؤوية المستقبلية للفيلم السوري على الساحة الفنية في الوطن العربي ؟
إستطاعت السينما السورية منذ بداية الحرب، قبل تسع سنوات، أن تحقق عبر بعض أفلامها نقلة نوعية، لأن التحدي أمام السينمائيين كان كبيراً، وكان لابد للسينما أن تحاكي معاناة الناس وآلامهم ومآسيهم خلال الحرب، في هذه الفترة اتخذت قراراً أن أبتعد، ولو إلى حين، عن الدراما التلفزيونية، وأكرس إهتمامي ووقتي للسينما، فأنجزت خلال هذه السنوات التسع ستة أفلام سورية : مريم ، الأم ، سوريون ، الأب ، الإعتراف، دمشق حلب، وفيلماً جزائرياً : إبن ياديس. وقد جاءت هذه الأفلام لتؤكد قناعة لي بأن السينما هي الفن الأساس، وقد عرضت أفلامي في الدول العربية وأوروبا واستراليا وكندا، ولمست بشكل مباشر قدرة الفيلم السينمائي على التأثير والتغيير.
كلمة أخيرة للسينمائين السوريين الناشئين من مخرجين وممثلين؟
اليوم أنا متفائل بجيل من السينمائين السوريين الشباب الطموحين والراغبين بتقديم سينما مختلفة.. وهذا أمر طبيعي.. لأن أية حركة فنية في العالم، مالم يتم رفدها بدماء وتجارب جديدة، لن يكتب لها أن تتطور.. أرجو أن يحمل المستقبل ظروفاً مساعدة لهؤلاء الشباب كي يتمكنوا من التعبير عما يريدونه ويحلمون به.
#waterlootimes