في ظل سخونة الشهرين اللاهبين تموز وآب شهدت الساحة السياسية العراقية ولادة تحالفين سياسيين جديدين قديمين هما “حسم” الممثل لطيف من الشارع السني و”نبني” المعبر عن واقع حال الطرف الشيعي الوحيد في المعادلة لغياب التيار الصدري عن المشهد.
ويبدو للوهلة الأولى أن حسم قد ولد لخوض غمار انتخابات مجالس المحافظات إلا أن لأهل الشأن آراء مختلفة بسبب تركيبته المؤلفة من جمال الكربولي وأسامة النجيفي ورافع العيساوي وسلمان الجميلي صهيب الراوي وقتيبة الجبوري.
وفي هذا السياق وصف السياسي المستقل مهند الراوي “الحسم” بالإستراتيجي بعيد الأمد وليس انتخابيا لكونه مؤلف من قيادة وأحزاب سياسية كبيرة ذات بعد وتواجد وتنظيم كبيرة بالساحة السياسية السنية رغم تغييبها في انتخابات العام 2021 بسبب التزوير.
وتابع الراوي في معرض حديثه لـ”واترلو تايمز” بالقول أن تركيبة “الحسم” ذات أحزاب إسلامية وعلمانية وليبرالية وشخصيات عشائرية والوحيد الضام لذوي الباع طويل بالعمل السياسي مثل أحزاب الإسلامي والانتماء الوطني والحل ومتحدون وحركة العدل والإحسان.
وأضاف توجد تحالفات بالاسم فقط بلا أحزاب تشارك فيها ومنها “عزم” برئاسة خميس الخنجر و”تقدم” بزعامة محمد الحلبوسي فيما تميز “الحسم” بضمه كافة محافظات السنة وهي الأنبار وبغداد وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك ما يعطيه مساحة انتشار واسع.
أما السياسي المستقل محمد سلمان الطائي فيرى في “الحسم” تحالفا انتخابيا طبيعيا شأنه شأن أي تحالف في الوسط السني فالقصد منه هو المنافسة السياسية وإثبات وجوده في الساحة السنية لكونه يضم شخصيات بعضها جدلية وأخرى جيدة لطرحها على جمهور السنة.
وتوقع الطائي في سياق حديثه لـ”واترلو تيامز” فرصا ضعيفة لـ”الحسم” في المنافسة لقوة الأطراف المقابلة المتمثلة بتحالفات “السيادة” و”العزم” و”تقدم” مبينا أن بروز هذا التحالف أمر طبيعي لأخذ جزء من الحصة السياسية في المكون السني.
وباستدرك الطائي بالإشارة إلى وجود مآرب سياسية أخرى لولادة هذه التحالف وعلى رأسها الإطاحة برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي يعتمد على القوة السياسية التي سيكتسبها “الحسم” خلال الانتخابات المقبلة وتحالفاته.
وبالانتقال إلى ولادة تحالف “نبني” إذ وصفه الطائي بالعامل في سياق ساحة شيعية أحادية العمل تختلف تماما عن نظيرتيها الكوردية والسنية فقوى “الإطار التنسيقي” مهيمنة على المشهد بعد أن ابتعد مقتدى الصدر عن المشهد السياسي.
ورجح الطائي عدم اشتراك الصدر بانتخابات مجالس الانتخابات وخلو أن الطريق أمام الإطاريين للاستحواذ على الحصة السياسية الشيعية عبر نيل عدد كبير من المقاعد عبر تشكيل تحالف كبير ضام لهم لأن تمزق أطراف “التنسيقي” وتفككها سيضعف رموزه.
بدوره أكد النائب السابق عن ائتلاف دولة القانون عمار الشبلي أن تحالف “الحسم” هو وريث “العزم” فالأول عبارة عن انشطار تقوده شخصيات من الأخير موضحا عدم وجود أي مفاجآت فميا يخص التحالفات في البيت الشيعي فجميعها متوقعة.
ويجادل الشبلي عبر “واترلو تايمز” بالقول:”فيما يخص دولة القانون هناك جهات شيعية وسنية طلبت التحالف معه وإلى الآن من الواضح أن الأخير سيكون بمفرده بالانتخابات القادمة مع احتمالية انضمام طرف أو طرفين أما بقية التحالفات مجتمعة آيديولوجيا كبعض قوى الحشد والقريبة منها”.
من جانبه أرجع المحلل السياسي محمد علي الحكيم توحد القوى السياسية لتمسك التيار الصدري بالمعسكر المقابل المحاول سابقا تشكيل حكومة أغلبية برفقة الحلبوسي ومسعود بارزاني مرجحا عودة صدرية للمشهد في المستقبل عبر استغلال التخبط الواضح بين هذه القوى.
وأشار الحكيم في حديثه مع “واترلو تايمز” إلى أن التيار الصدري اللاعب رقم واحد على الساحة الشيعية مستقبلا – وهذا ما يطمح له الصدر- في حال بقيت القوى السياسية متعنتة وفي حالة من الفشل المتكرر مستبعدا في ذاتا لوقت المضي في إجراء الانتخابات بحلول كانون الأول المقبل.
وتوقع الحكيم زلزالا ضاربا للعملية السياسية لخلوها من التيار الصدري المالك لشعبية تختلف عن جميع القوى مع إمكانية رجوعه بتحالف جامع لقوى تشرين والكاظمي وعلاوي وبارزاني والحلبوسي لتشكيل حكومة أغلبية في المرحلة فالصدر لن يعود من دون أن يحقق هذا الهدف.
يشار إلى أن مفوضية الانتخابات العراقية كانت قد أعلنت في وقت سابق الـ18 من كانون الأول ديسمبر موعدا لانتخابات مجالس المحافظات فيما كشف تحالف الفراتين بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن عدم اشتراكه فيها.
المصدر:”واترلو تايمز”