
بوينت روبرتس هي بلدة أمريكية في كندا على بعد نحو 25 ميلا جنوب فانكوفر
لديها جغرافية استثنائية وتعتمد على الاتفاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي قد تمتد تداعياتها لقرون عديدة. وعندما رُسمت الحدود بين الولايات المتحدة وكندا في عام 1846، تقاطعت مع شبه الجزيرة الكندية، وخلفت شريطا تابعا للولايات المتحدة في الطرف السفلي لكندا على بُعد نحو 25 ميلا جنوب فانكوفر.
ويطلق علماء الجغرافيا على هذه الحالة اسم “جيب خارجي شبه محاط بأراضي دولة أخرى”، وجرى تعريفه بأنه منطقة تابعة لإحدى الدول لا يمكن الوصول إليها إلا باجتياز حدود دولة أخرى.وباستثناء زوار هذه المنطقة الذين يستقلون طائرات خاصة أو مراكب، لا يمكن لأحد الوصول إلى هذا المجتمع الأمريكي بالسيارات إلا بالمرور عبر كندا.ويقول مارك سوينسن، المؤرخ ومؤلف كتاب “تاريخ بوينت روبرتس”، إن الولايات المتحدة لم تغفل عن أهمية هذه البلدة من البداية، إذ أن امتلاك بوينت روبرتس قد منح الولايات المتحدة موطئ قدم في الشمال الغربي للمحيط الأطلسي بالإضافة إلى حقوق صيد الأسماك والسلطعون.وتفرض الطبيعة الجغرافية للبلدة على سكانها نمط حياة يومي غير معتاد. فرغم أن البلدة تحتضن مدرسة ابتدائية، إلا أن الطلاب بعد الصف الثالث الابتدائي يقطعون 50 ميلا جيئة وذهابا بالحافلة لحضور بعض الحصص والدورات الإجبارية في واشنطن بالولايات المتحدة. وهذه الرحلة ليست غريبة على سكان البلدة الذي يقطعون نفس المسافة للذهاب للطبيب أو الحصول على الأدوية من الصيدليات أو حتى الحصول على لوحات تسجيل السيارات.وتستقطب بوينت روبرتس الكثيرين لأسباب اقتصادية محضة، إذ يمتلك الكنديون منازل صيفية في البلدة لأن المباني المطلة على الشاطيء أقل سعرا منها في فانكوفر، ويتوافد عليها الزوار طوال العام للحصول على وقود السيارات والحليب والمشروبات الكحولية بأسعار أقل مقارنة بكندا.ويقول مارك بيلاند، عالم جغرافيا، إن عدد صناديق البريد التي يمتكلها كنديون في البلدة أكثر من تلك التي يمتلكها سكان البلدة بنحو 40 ضعف.
#waterlootimes_BBC