* في البداية نُرحب بالإذاعية الكبيرة إيناس جوهر!
إيناس جوهر: أشكرك.. شرف كبير لي أن أكون معك اليوم .
* نحن الذي نتشرف في جريدة( Waterlootimes ) الكندية بوجودك معنا اليوم.
إيناس جوهر: أحب أن أرحب بأصدقائنا و بكل الجمهور الكندي الذي يستمع لنا.
هل تعتبر الإذاعية إيناس جوهر أن برنامج ( تسالي ) هو مفتاح قلوب المستمعين و هل حقآ يُعتبر من أحب البرامج إلى قلبك ؟
البرنامج كان جواز سفري للناس لأن البرنامج كان قالبه قالب منوعات خفيف لكنه حقيقة برنامج ثقافي و تلك هي الوسيلة المثلى للوصول إلى وجدان المستمع ، أن تعطي له معلومة مهمة في قالب مرح و لطيف و خفيف حتى يقوم بإستيعابها و فهمها و لا تكون صعبة عليه بل و يستمر في الإستماع.
كيف تري بعض الجمل التي أصبحت من طقوس ذلك البرنامج مثل” غمض عينيك و امشي بخفة ودلع” للشاعر صلاح جاهين ؟
جميلة للغاية، فالكثير من الناس يعلموا كم كانت رباعيات صلاح جاهين رائعة و تُعبر عن مواقف إنسانية ، و نحن نريد أن نقوم بعمل برنامج ثقافي و لكن يكون خفيف و منوع فبحثنا في تلك الرباعيات التي عددها يزيد عن المئة و كانت الجملة في الأساس “وارقص بخفة و دلع “و ليس” امشي” و لكن تم تغييرها عن طريق رئيس الإذاعة و هو محمد محمود شعبان الذي كان يقدم برنامج “بابا شارو” للأطفال الذي قام بتعليم الكثير من الأطفال في مصر ، ففي البداية عرضنا عليه الجملة ليتهمنا بالجنون و قال كيف تقولوا ارقص؟! و من هنا تم تغييرها و أصبحت” امشي بخفة ودلع ” .
في أحد المرات التي استضفتي بها النجمة سناء جميل طلبتي منها أن توجه رسالة للنجمة نادية الجندي فماذا كانت تلك الرسالة ؟
في الحقيقة لا أتذكر إطلاقًا و لكن من المؤكد أنني سألتها عن أكثر من اسم و ليست نادية الجندي وحدها و لكنها أوضحت أن الفنانة نادية الجندي كانت تمتلك حظ جيد للغاية، فأصبحت نجمة الجماهير و أطلقوا عليها الكثير من الألقاب الآخرى فمن وجهة نظر الفنانة العظيمة سناء جميل أن نادية الجندي تمتلك حظ أفضل منها على الرغم من عظمة سناء جميل و خاصة أن في تلك الفترة قدمت نادية الجندي العديد من الأدوار المؤثرة منها فيلم( مهمة في تل أبيب) و (الباطنية) و (جبروت امرأة) و( الإرهاب) و غيرها من الأفلام القوية المؤثرة للغاية .
هل هناك شئ في حياتك المهنية أو الشخصية لم تحققيه بعد و تتمني تحقيقه ؟
بالنسبة للحياة الشخصية فأنا راضية عنها تمام الرضا و أعيش اليوم بيومه كما يريد الله ،و لكن على صعيد الحياة المهنية أنا أرى أنه مازال أمامي طريق طويل للغاية فأريد عمل برنامج يعالج مشاكل الجماهير أو برنامج يعلم الشباب كيف نأخذ من الماضي و عصر الريادة ،و نُعيد برمجة الشباب حتى يكونوا أفضل .
ما هي النصيحة التي تودي توجيهها لأي مذيع مبتدأ؟
يجب أن يكون مثقف و يعمل على نفسه جيداً فإذا كان يعاني من مشكلة في أي شئ سواء في حرف أو لغة أو قبول لدى الناس فعليه إصلاحها، و أن يعمل على نفسه جيداً ،و يثقف نفسه و يبتعد عن تقليد الآخرين تماماً، فيجب أن يكون لديه شخصيته المستقلة الخاصة به و أن يكون بسيط فلا تعرف المعلومة حتى تتعجرف بها على المستمع و لكن كن نفسك .
ما هي مواصفات الإعلامي الناجح من وجهة نظرك؟
يجب أن يكون له كاريزما و قبول عند الناس، و ذلك أهم شئ فذلك يكفي كما يجب أن يعمل على نفسه كما أوضحنا لكي يكون أفضل.
ما هي المواصفات التي إذا وجدتيها في شخص تقولي عنه من المستحيل أن يكون مذيع؟
يجب على المذيع أن يكون في الأساس نطقه سليم، و لغته سليمة، و حروفه واضحة ،و لديه شخصية جذابة حينما يتحدث و لا يكون ثقيل على الناس و لابد أن يمتلك إيقاع خاص به بمعنى أن يكون “فرفوش” و خفيف حتى لا يمل منه الناس.
حدثيني عن بعض الشخصيات مثل طاهر أبو زيد و طارق نور و سمير صبري؟
– طاهر أبو زيد: هو من اكتشفني و أخرج كل مواهبي الفنية لأنني في البداية كنت في البرنامج العام و لا أقول سوى هنا القاهرة إليكم موجز الأنباء ..هنا القاهرة إليكم الغنوة كذا فهو وجد أن إمكانياتي أكبر من ذلك فنقلني إلى إذاعة( الشرق الأوسط) فأصبحت في مساحة أكبر للإبداع فأضفت التمثيل و البرامج .
-طارق نور : هو من وضع يده على أن صوتي يصلح أن يجعل الناس يحبون السلع كما أننا كنا نعمل معا في إذاعة (الشرق الأوسط ) و اكتشفني المخرج الكبير محمد علوان، أما طارق نور فكان في البرنامج الأوروبي يذيع باللغة الانجليزية كما كان يلحن و يلعب جيتار فكان الأستاذ محمد علوان يختارني لعمل الإعلان و طارق يذيعه باللغة الانجليزية و يقوم بعمل الموسيقى الخاصة به ،و من هنا فقد اكتشف طارق نور أنني أصلح للإعلانات، فالفضل الأول يرجع إلى محمد علوان ثم طارق نور .
-سمير صبري: عشرة عمري.. فماذا أقول؟ لا يكفي الكلام أبدا عن سمير صبري فكنا أصدقاء حتى توفاه الله.
هل والدك تمنى لكي أمنية مختلفة عن الدخول في مجال الإعلام؟
والدي كان يريدني أن أكون طبيبة و جعلني أقوم بإعادة السنة خصيصًا في الثانوية العامة لكي أتمكن من الحصول على مجموع كبير أتمكن منه أن أدخل كلية الطب فحصلت على مجموع أقل من السنة الماضية فقلت له سأدرس سياحة و طيران ،و أعمل مضيفة جوية فقال لي أنت بنت وحيدة و أنا لا أستغنى عنك أبداً وخاصة أننا نسمع كثيراً عن المشاكل و الحوادث التي تحدث في مجال الطيران ، و كيف تحصلي على درجة الليسانس لكي تكوني “دادة” في الطيارة ..عليكي أن تبحثي عن عمل آخر و لكن حينما أتذكر ذلك أقول أن والدي كان لديه الحق فإذا كنت طبيبة كنت سأكون ناجحة للغاية .
حدثيني عن عبد الحليم حافظ ؟
عيني، و قلبي، و روحي ،و كل شئ جميل فعبد الحليم كان من أعز أصدقائي كما كان مقرب لي و لعائلتي بشكل كبير و يوم وفاته كان من أصعب الأيام التي مرت علي كمذيعة فكنت أخرج لأركب باص الراديو،و ذاهبة للإذاعة فحدثتني في الهاتف الأستاذة صفية المهندس، و قالت لي عبد الحليم حافظ قد توفي،و عليكي أن تُعلني الخبر فور وصولك للمحطة فكان أمر صعب للغاية بالنسبة لي خاصة أننا تحدثنا معاً قبلها بيومين لكي اطمئن عليه ،و لكن حدثت له الأزمة،و توفي .
ما هو شعورك حينما قابلتي نجوم العرب الكبار ،و منهم كوكب الشرق أم كلثوم ؟
شعرت حقا بالعظمة فلا أحد يستطيع أن يُسلم فقط على أم كلثوم، فما بالك أنني سأجلس ،و أقوم بعمل حوار معها فكنت سعيدة للغاية و لم أشعر أبدا بالتوتر فسلمت عليها و كانت جالسة تستمع لأغنية (أصبح عندي الآن بندقية ) من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فطبطبت على كتفي و قالت لي أنت تحبين الغناء و ذلك كان أول لقاء لي معها. فبعد أن انتهى عبد الوهاب دخلت لتغني ثم أخذت منها موعد الحوار فكنت أتمنى أن أمكث معها فقط عشر دقائق حتى أنول ذلك الشرف .
كيف تعاملتي مع تعرضك للتنمر في بداية عملك في الإذاعة المصرية،وماذا كان سببه؟
لم أتعامل معه على إنه تنمر و لكني كنت مختلفة عن الباقيين و لم أكن شبيهة بهم إطلاقا فكانوا يسخرون مني خاصة عندما أدخل عليهم مرتدية السالوبيت و هم كانوا يرتدوا بدل و كرافتات و فساتين و تاييرات فسخروا مني بسبب الإختلاف بيني و بينهم و لكن هذا لم يؤثر معي إطلاقا .
كيف تري مستوى الإعلام العربي الآن مقارنة بالماضي ؟
المشكلة الوحيدة هي التشابه الشديد فكل القنوات تتحدث عن نفس الشئ تقريبا فلا تشعري بأي اختلاف في المواضيع و لا أي تجدد، فكنا قبل ذلك نستمع للخبر في( رويترز) ثم نستمع له في (بي بي سي) ثم بعد ذلك نعود للإذاعة المصرية لنرى ما إذا كنا نتحدث عن خبر هؤلاء أم هؤلاء فإذا كان برنامج سياسي على سبيل المثال فسنتحدث عن المعتقلين، أما في البرامج الفنية فنرى برنامج يجلب الفنانين لكي يضحكوا، و يرقصوا ،و يغنوا و برنامج آخر يقوم بعمل حوار جاد مع الفنان، و يغوص في قلبه، و عقله ،و وجدانه فإذا اردتي المرح ستشاهدي و إذا أردتي الجدية و الحديث الجاد ستشاهدي أيضا فكان هناك اختلاف، و تنوع حقيقي عكس الآن.
المصداقية الإعلامية هل حاليا أقوى أو في الماضي ؟
بلا شك حاليا ففي الماضي كنا نعاني من ضغوطات و قيود كبيرة في الإعلام لذلك كان جيلنا ملتزم للغاية .
لماذا رفضتي الدخول في مجال التمثيل التليفزيوني حينما عُرض عليكي أحد الأدوار في مسرحية( المتزوجون)؟
رفضت لأنني اعتقدت أن قارئ النشرة يجب أن يكون له هيبته ووقاره فإذا وجده الناس ،و هو يضحك فحتما سيفقد ما يمتلكه من برستيج .
ماذا كان يُمثل لكي عمار الشريعي ؟
صديقي منذ أن كنا صغار في مصر الجديدة فكنا نذهب سويا مع بعضنا البعض و نتعلم ركوب الدراجات معا، كما قاد سيارة قبل ذلك لمسافة ٦ متر على الرغم من ظروفه الصحية الصعبة ،و لكنها لم تبعده أبدا عن تجربة أي شئ يريد تجربته فكان يمتلك إرادة شديدة لكي يتعلم كل شئ فلا يعترف أبدا بشخص يرى وآخر لا يرى فبدأت مع تلك الشخصية، و دخلنا معا كلية الآداب ولكنه أكمل في قسم الانجليزي، و أنا حولت لقسم اللغات الشرقية وبعد الجامعة بدأ بأن يكون له أصدقائه ،و كنت دوما معه كما تعرف على الفنانة شادية فكنت معه عندما كان يقوم بتلحين أحد أغانيها و هي أغنية( لو كنت ليا و أنا ليك) فيربطني بعمار الشريعي عمر كامل .
من الذي أثر على حياتك من أساتذتك و من المستحيل أن تنسيه؟
أستاذي الإذاعي العظيم وجدي الحكيم فلا أنساه أبدا ،ولا أنسى مساعدته لي في الكثير من الأمور كما أنتج لي بعض البرامج التي إنتشرت في الوطن العربي حيث أن طاهر أبو زيد و وجدي الحكيم قد عملوا في الإنتاج بعد خروجهم من الإذاعة فكانوا من أوائل الناس الذين قاموا بدعمي كما زادوا من شهرتي في الوطن العربي و أيضا معلمي مفيد فوزي عليهم رحمة الله جميعا فكان يمثل لي طاقة إيجابية بشكل كبير للغاية فحقا كان معد شاطر يكتب للمذيع الذي معه فكان الأرض الصلبة الذي ينطلق منها المذيع.
نُقاط هامة للمتقدمين للبرامج الإذاعية ؟
لابد أن يتعلموا اللغة جيدا ،و أن تكون مخارج حروفهم سليمة كما أنهم يجب عليهم مراعاة الفرق بين الأسلوب البرامجي،و الأسلوب المتبع في المادة السياسية كما يجب عليهم معرفة كيف يكون المذيع شامل ،و متى يخرج فاصل إعلاني أو يعرض فيلم وثائقي في الوقت المناسب حينما يتعرض لأي مشكلة أثناء التقديم ، ففي أحد المرات كنت ذاهبة لعمل حوار مع الفنانة سهير البابلي،ولكنها اعتذرت ،و لم تستطيع أن تأتي لإصابتها بالأنفلونزا فطلبوا مني أن أدخل،و أقوم بعمل دور سهير البابلي ،و أغني فيجب على المذيع أن يتدرب لكي يكون مستعد لأي شئ يقوم به أو أي موقف طارئ يمكن أن يتعرض له أثناء التقديم .
كيف تم ترشيحك لأكاديمية (دهب) لإعطاء كورسات إذاعية للمتدربين ؟
كان ذلك منذ 8 سنوات كانت الأكاديمية تم إفتتاحها حديثا، و كانت مديرتها سلمى الشماع، ثم حدث بعد ذلك خلاف بينها،و بين رئيس الأكاديمية فذهبت ،و أسست أكاديمة خاصة بها ثم بعد ذلك جاءت خلود نادر ،وكانت تُدرس في الراديو ،و طلبوا منها أن تجلب شخصية تُدير الأكاديمية بدلا من سلمى الشماع، فوقع الإختيار علي ،و بالفعل وافقت فكنت في ذلك الوقت متفرغة تمامآ، إلا أن دخل كورس الراديو فقالوا لي تلك هي مسئوليتك ،و انت من ستتولي الراديو بالأكاديمية فجاء الموضوع بالصدفة.
هل هناك شئ لم اسألك عنه تريدين التحدث عنه ؟
لا ..الحوار كان شافي وافي.
لانا جلبي : شكرا لكي القديرة أستاذة إيناس جوهر و تشرفت كثيرآ بذلك الحوار معكي .
إيناس جوهر: الشرف لي و أهلا وسهلا في أي وقت.