بقلم رئيس التحرير
نشرت مجلة نيوزويك الامريكية قبل ايام مقال تحدث عن خطط سرية وتعاون بين البنتاغون ووزارة الدفاع الكندية للتعامل فى حالة تفشى وباء الكورونا.
وذكر المقال ان الاتفاق يعطي الحق للولايات المتحدة فى التدخل العسكري الأمني في كندا لمساعدة الجيش والسلطات الكندية في احتواء تفشي الفايروس.
قد يبدو الامر غريبا نوعا ما ومقلق الى حد كبير, لاسيما والبعض يطالب بأغلاق الحدود بين البلدين لمنع انتقال الفيروس التاجي من جارتنا الوحيدة والتي تشهد تفشي كبير للفايروس على اراضيها.
فالأمر لا يقتصر فقط على أن الدولتين تتشاركان أطول خط حدودي في العالم. فهما تتشاركان أيضًا نفس القيم وأنماط الحياة والتطلعات. وغدت مجتمعاتهما واقتصادهما متشابهان في نواحٍ هامة.
وإن الكنديين والأمريكيين لا يمكن تمييزهما عن بعضهما بالنسبة لبقية العالم لدرجة أن بعض الكنديين يضعون علم بلادهم على صدورهم أو حقائب الظهر حتى لا يعتقد خطأ أنهم أمريكيون. فمن السهل القيام بذلك، لأن شعبي البلدين يميلان إلى الزواج والدراسة والمواعدة واللعب والعمل والاستثمار والسفر بالنمط نفسه.
فثلاثة ملايين من أصل 37 مليون كندي يعيشون ويعملون بدوام كامل أو جزئي في الولايات المتحدة. ومعظمهم يتقاعدون في ولايات الحزام الشمسي (جنوب الولايات المتحدة)، ولكن هناك ما يقرب من 250000 من الكنديين العاملين في لوس انجلوس، و250000 أخرين في وادي السليكون ونحو 400000 في مانهاتن.
كما أن الملايين من الأمريكيين لديهم جذور كندية – بما في ذلك شخصيات معروفة مثل ألين دي جينيريس وأليك بالدوين وفينس فون ومادونا وأنجلينا جولي وهيلاري كلينتون وسارة بالين وجاك كيرواك ووالت ديزني ووالتر كرايسلر وتوماس اديسون.
بالمقابل أكثر من مليون أمريكي يعيشون في كندا مع أولادهم، الذين حتى لو ولدوا في كندا يحق لهم الحصول على الجنسية الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السكان الأصليين لكندا والمعروفين باسم “الأمم الأولى” الذين كان يبلغ تعدادهم 800000 نسمة، يعتبرون مواطنين أمريكيين بموجب معاهدة جاي 1794.
وتعد كندا مصدرًا مهمًا للطاقة الكهربائية واليورانيوم والمعادن والغاز الطبيعي والسيارات للولايات المتحدة ,وتصدر ما يقرب من 2.5 مليون برميل يوميا (من إجمالي استهلاك أمريكا البالغ 19.4 مليون برميل يوميا) –. في المقابل يشتري الكنديون المزيد من المنتجات الأمريكية أكثر مما يفعل الاتحاد الأوروبي بأكمله.
فهل تعلم ان 60 % من جميع مدخولات مبيعات التجزئة في كندا تذهب الى الولايات المتحدة ؟
وهل تعلم ان الكنديون أكبر مشترين للعقارات في الولايات المتحدة من بين المشترين الأجانب؟
واكثر مايجذب انتباهك وانت تسير في المدن الكندية هو وجود العلم الامريكي والذي يكاد يكون مرافق للعلم الكندي معلقا على ابواب المنازل والشركات والمؤسسات , وتجد نفس الشيء في الولايات المتحدة الامريكية . دون الالتفات الى القضايا الخلافية سياسيا لاسيما بعد وصول الرئيس ترامب الى البيت الابيض.
لهذا السبب ولاسباب اخرى فمن المستحيل اغلاق الحدود 100% بين البلدين , لان الموضوع اكبر من اقتصاد ومصالح وشركات . على الرغم من ان البعض يرى الامر سهل للغاية لكنه سهل ممتنع .
جلال مضر